كما اسلفت سابقا
اثناء التحضير لمعرضي الذي اقمته عام 2002 في المركزالثقافي الروسي في دمسق
سألني بشير صبح وهو مدير الصالة والمسؤول عن المعارض في المركز
قال : تحت رعاية أي وزير تريد ان يفتتح لك معرضك ؟
قلت : لا اريد احداً منهم ....وافضل و يشرفني من سيفتتح معرضي ان يكون ابن شهيد ... او معاق بالحرب
-----------------------------------------------
اكيد ستقولون فوراً ايها الاصدقاء القرّاء : اوفـفـفـف .... شو شايف حالو !!!!!
لا يا اصدقائي ليس غرورا او نرجسية او شوفة حال انما هي عقدة نفسية تعود لايام المدرسة عندما
كنت بصف الخامس او السادس الابتدائي
كنت في مدرسة خاصة في حلب معهد الاخوة او (الفرير ماريست) مدرسة للفرنسيين
تم تأميمها من قبل الرفاق البعثيين ...... وفي تلك الفترة كنت اصنع رسوم متحركة على دفتر صغير
( الطريقة البدائية) ... لكنها لم تكن معروفة بتلك الفترة للعامة.... وهي الرسم على الزاوية العليا
لكل صفحة من الدفتر .... ثم اقلبها سريعاً فيظهر الاشخاص يتحركون
اول من رأى ذلك هو استاذ الرسم ...وانا اقلّب له الدفتر حبث ارتفع رأسه للاعلى وجحظت عيناه
وكل تعابير وجهه تحركت بإندهاش .... فوراً نادى لاستاذ اخر .... قائلا لي قلـّـب له الدفتر ....
طبعا نفس التعابير على الاستاذ الاخر .... وخلال دقائق كان حولي اكثر من عشرة اساتذة ...
ووظيفنتي ان اقلّب لكل واحد منهم الدفتر وطبعا كلهم نفس الردود جحوظ في العيون ... وفجأة
اخذوني من يدي وتوجهوا بي الى مدير المدرسة
ملاحظة : عادة في المدارس الخاصة يـُنتدب مدير من وزارة التربية
(واكيد بتعرفوا شو بتكون مهمته الغير التعليمية )
المهم .... دخلوا عليه قائلين : استاذ شوف هالتلميذ العبقري, وقالوا لي اذهب الى جانب المدير
حيث كان جالس وراء مكتبه وغارق بكرسيه الفرعوني .... وقالوا له بعد ان وقفت بجانبه : استاذ سيقلّب لك
الدفتر وانتبه ما سترى بداخله .... ووقلّبت له الدفتر لكن لا شيئ تحّرك بوجه ولا جحظت عينيه .....
لم يحدث معه مثل ما حدث مع الاساتذة ..... واتبهوا الاساتذة ان مديرنا لم يستوعب شيئاً ....
وقالوا لي : اعد تقليب الدفتر مع التأكيد للمدير بالانتباه
واعدت المحاولة ... لكن ولا عضلة في وجهه تحركت ..... وهنا ايضا قالوا لي وللمرة الثالثة ان اقلّب الدفتر...
عسى ان يستوعب مديرنا الفاضل .... وفجأة مسك بيدي وبقوة وبوجهه الذي لا يفسر , وقال : يا ابني لاتضيع
وقتك بهذه الامور التافهة . .... ادرس .... . وبكلامه هذا اصابني بأحباط وجرح بداخلي ظل لفترة طويلة جدا
وستقولون الان ايها الاصدقاء : واين المغزى او الاسقاط بهذه القصة ؟
اذاً لنكمل ..... بعد عام مديرنا الفاضل بدأ يعتلي مناصب حساسة وعليا بالدولة ... وبسنوات قليلة وصل الى
اعلى المناصب في الدولة
وتصورت لو كان افتتاح المعرض تحت رعايته ..... اكيد كان سيوبخني وسيقول لي : يا ابني ... اما قلت لك سابقاً لاتضيع وقتك بهذه الامور التافهة .