نشر الموقع الإخباري الأردني "الوكيل" خبر عن رسم كاريكاتير للفنان أسامة حجاج، متهماً فيه أحد رسوم أسامة المنشورة على صفحته على الفيسبوك بالإساءة للشعب الأردني، و صف الرسم بانه أثار حفيظة الأردنيين، و أشار الوقع الإخباري الذي يملكه الإعلامي الأردني محمد الوكيل أنه تلقى العديد من الرسائل الإلكترونية و الاتصالات الهاتفية تستهجن هذا الرسم الذي يصور الشعب الأردني على شكل حمار تركبه الحكومة، رغم أن معظم التعليقات على الخبر المنشور في الموقع، اظهرت سعة صدر، و تفهم للرسم أوسع بكثير من معدين الخبر.
موقع الوكيل طالب بمحاسبة الرسام على هذا الرسم المسيء للشعب، رغم أن اعتقادنا ان الذي اثار حفيظة الوكيل هو المقصورة الملكية، و ليس الحمار.
موقع "الوكيل" الإخباري هو الموقع الرسمي لبرنامج "بصراحة مع الوكيل" الذي يبث من خلال قناة روتانا الأردن، بعد أن انتقل من إذاعة فن إف أم، و هو برنامج يهتم بشكاوي المواطنين، و ينقلها عبر الهواء مباشرة إلى المسؤولين.
سألنا الفنان أسامة حجاج إن كان لديه أي تعليق على التحريض الموجه ضده في موقع الوكيل، فارسل لنا التوضيح التالي:
- تلقيت بكثير من مشاعر الاستغراب الذي يصل إلى حدود الصدمة المادة الخبرية التي نشرت بأحد المواقع الإلكترونية، بعنوان " اسامة حجاج "يسيء" للشعب الاردني !"، وهو عنوان تملؤه الإثارة بقدر ما تغيب عنه الحقيقة، واعترتني حالة شديدة من الشعور بالاستياء والغبن نتيجة التفسير الذي ذهب له الزملاء في الموقع المذكور، حيث ألصقوا المعنى العام الذي تشير له اللوحة الأخيرة المنشورة على موقعي الإلكتروني، بالواقع المحلي، واستغلوا عدم متابعة البعض لرسوماتي الكاريكاتورية في الأشهر الأخيرة ليوحوا بأنني الرسم الأخير هو إسقاط على واقعنا الأردني، ولذا أجد نفسي مضطرا لتقديم التوضيحات التالية:
- منذ انطلاقة الربيع العربي قبل عام ونصف تقريبا وكثير من أعمالي تتناول عمومية الأوضاع في الوطن العربي، وتوظف السخرية بصورة نقدية لكشف أسباب المأزق التاريخي الذي تعايشه الأمة العربية.
- إن المنظور الذي يجعلني أشبه الشعب، وهو أي شعب عربي في المطلق، بالحمار، ليس منظور الفنان، أو المبدع، وإنما هو منظور الحكومات التي تحاول أن تقوم بحل أزماتها على حساب المواطنين، مستخدمة آليات العصا والجزرة، وهي حالة لا تقتصر على الأردن وإنما تشمل جميع الدول العربية دون استثناء.
- الإحالة الذهنية للحمار لا تتمثل في توصيفه بالغباء أو الغفلة، وإنما قدرته على التحمل والصبر دون أن يميل إلى الاحتجاج، وأعتقد أن ذلك قاسم مشترك بين الشعوب العربية، أما في الوصف القرآني فإن التشبيه بالحمار أتى لعدم فهمه ما يحمله من كتب، وليس أي من الشعوب العربية، للأسف، بعيدا عن ذلك التشبيه، حيث لم يعد أحد يعرف على وجه التحديد إلى أين تمضي به الصراعات بين السياسيين؟ وما هي حصيلة الربيع العربي ككل؟ وهل ذهب الشهداء ليستبدلوا ديكتاتوريات عسكرية بأخرى تستغل الدين وتتاجر به؟
- لم يكن يوما التوصيف والإحالة للحمار أحد المشكلات الثقافية سوى في العصر الحديث الذي اتخذ فيها العرب منظورا سلبيا ليس تجاه الآخر الإنساني بشكل عام، ولكن تجاه جميع مفردات الحياة والطبيعة، ومنها الحيوانات، وتاريخيا، أطلق لقب الحمار على أحد الخلفاء الأمويين، وكذلك هو رمز للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية.
- أستغرب بشدة تشبيه العربة التي يجرها الحمار تحت وطأة سياط الحكومة بالتاج الملكي، مع أن هذا الشكل للعربات مستوحى من رسوم الأطفال القديمة، ويمكن للخبراء في مجال الفنون أن يفصلوا في ذلك، ولم يكن في ذلك أي تعريض أو إسقاط بأي معنى يتعلق بالوضع الأردني، ونستهجن أن يفسره أي أحد على هذه الطريقة، والتي تمثل ذروة التربص وسوء الظن الذي لا يتسع له العمل الفني.
- هذه الطريقة في التأويل المفرط تقيد الفنان، وخاصة رسام الكاريكاتير، وتجعله يفقد أحد أدواته المهمة المتمثلة في استثارة تفكير متلقي هذا الفن، والذين عادة ما يتلقونه وفق ثقافتهم و اهتماماتهم، ولا نعتقد أن مثل هذه التأويلات يفيد أي طرف في عملية الإبداع، ويحاصر النزعة الإبداعية من حيث المبدأ.
- لماذا افترض صاحب هذه القراءة المغلوطة أنني أعني التعريض بالتاج الملكي الذي لا يحمله سوى الملك، ولم يفترض أنني أعني من يختبئون وراء الملك، وما أكثرهم في الأردن، وكان صاحب الجلالة الملك أول من أشار لهم، وأوصى هيئة مكافحة الفساد بأن تمضي في مطاردة الفساد والمفسدين حتى لو كانوا في الديوان الملكي، وهو الموقف الذي نقدره ونجله ونعتبره دعوة ملكية بأن نوظف إبداعنا في نفس الطريق دون أن نخاف ممن يتأولون بغير الحق أو يتركون للهوى أن يقودهم في قراءة العمل وتحميله ما لا يحمل من معان وأفكار.
يجدر الإشارة أن الفنان أسامة حجاج تم احتجازه مرتين عام 2005 نتيجة رسومه الكاريكاتيرية، و رفعت ضده عدة قضايا في المحاكم الأردنية، قبل العفو العام الصادر عام 2007.
jordans for sale crimson